التطعيم الوقائي ضدَّ فيروس كورونا
15:44 · يونيو 21, 2022

الحمل في أوقات جائحة كورونا: كيف يمكنني أن أحمي نفسي ورضيعي؟

النساء الحوامل أيضًا يتعين أن يحمين أنفسهن وطفلهن الذي لم يولد بعد من فيروس كورونا. تعرَّفي هنا على ما يجب مراعاته أثناء فترة الحمل وعلى السبب وراء توصية لجنة التطعيم الدائمة (STIKO) بإعطاء التطعيم الوقائي ضد فيروس كورونا أيضًا للنساء الحوامل والمرضعات، وكذلك للنساء اللواتي يرغبن في إنجاب الأطفال.

معلومات راهنة حول تطعيم الحوامل ضدَّ كورونا

يُوفر التطعيم الوقائي ضد فيروس كورونا أيضًا للنساء الحوامل أفضل حماية وأكثرها أمانًا من الإصابة المرضية بكوفيد-19. بالإضافة إلى ذلك، فمن المهم الالتزام بقواعد السلوك الموصى بها وكذلك بقاعدة AHA + L. وعلى الأشخاص المقربين المخالطين للنساء الحوامل أيضًا أخذ التطعيم (بدءًا سن 12 عامًا). إذا كان هناك اشتباه بالإصابة بعدوى كورونا، فمن الأفضل مناقشة ما يتعين اتباعه من خطوات عبر الهاتف مع طبيبتك أو طبيبك. اقرئي في هذه المقالة ما يجب على الآباء والأمهات معرفته والانتباه إليه لدى انتظارهم لمولودٍ جديد.

زيادة خطر الإصابة بالمسارات الوخيمة لمرض كوفيد-19 لدى النساء الحوامل غير الملقحات

يكون الحمل مرهقًا للجسم بسبب التغيرات الجسدية المصاحبة له، ما يجعله يُشكل أخد عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى اتخاذ كوفيد-19 لمسارات مرضية حرجة. هذا الخطر المتزايد وارد بالنسبة لجميع النساء الحوامل، وليس فقط لأولئك المصابات بأمراض سابقة أو اللواتي تتوافر لديهن عوامل خطر مسبقة، مثل السمنة، أو ارتفاع ضغط الدم المزمن، أو مرض السكري. هذا بالإضافة إلى أنَّ الخطر يزداد مع تقدُّم العمر، إذ تُشير بيانات الدراسات العلميةإلى أنَّ العدوى بفيروس كورونا من المرجح أن تكون شديدة لدى النساء الحوامل مقارنةً بالأشخاص الآخرين. وهناك احتمالية أكبر لأن تحتاج النساء الحوامل اللواتي يُصبن بمرض كوفيد-19 إلى تلقي العلاج بالعناية المركزة في المستشفى. وتحتاج حوالي واحدة من بين كلِّ عشر نساء حوامل تمَّ نقلهن إلى المستشفى مع وجود أعراض لمرض كوفيد-19 إلى دخول العناية المركزة.

فولفغانغ هاينريش، طبيب أمراض نساء ومدير مستشفى الولادة التابعة للشاريتيه في برلين، يتحدث عن الحياة اليومية بالمستشفى قائلاً:

"ما يرد علينا بصفةٍ متزايدةٍ هو النساء الحوامل اللواتي يمرضن بنحوٍ مُهدِّد لحياتهن أو يفقدن أطفالهن، أو يلدن ولادةً مبكرة – وكذلك النساء اللواتي سيعانين من عاهات مستديمة إذا بقين على قيد الحياة. النساء اللواتي يمرضن أثناء الحمل يكون (...) خطر موتهن قبل وأثناء الولادة وفي فترة النفاس أعلى بـ 50 مرة."

أيُّ خطر يُهدد الطفل في حال إصابة الأم بمرض كوفيد-19؟

بسبب عدم كفاية البيانات، لا يمكن الإدلاء بتصريحات قاطعة حول تأثير العدوى على الطفل الذي لم يولد بعد. ومع ذلك، يبدو بالمجمل أنَّ انتقال عدوى سارس-كوف-2 من الأم النافسة إلى المولود الجديد أمر نادر الحدوث وأنَّه نادرًا ما يؤدي إلى ظهور الأعراض على المولود الجديد. إلا أنَّ الإصابات المرضية المصحوبة بالحُمَّى الشديدة، على سبيل المثال، يمكن من حيث المبدأ أن تؤدي خلال الثلث الأول من الحمل إلى زيادة خطر حدوث مضاعفات وتشوهات. فضلاً عن ذلك، تُثبت بعض نتائج الدراسات العلميةأنَّ لاسيما النساء الحوامل اللواتي كانت لإصابتهن بكوفيد-19 مسارات مرضية وخيمة ارتفعت لديهن نسبة الولادات المبكرة وكذلك معدل المواليد الذين توجبت رعايتهم في وحدة عناية مركزة لحديثي الولادة والرضع المُبتسرين.

وحتى الآن، ورد في الدراسات عدد قليل فقط من حالات الإملاص أو الوفيات عند الأطفال حديثي الولادة. إلا أنَّ بعض الدراسات المنفردة تُشير إلى وجود خطر أكبر من أن يولد الجنين ميتًا في حالة إصابة الأم بمضاعفات شديدة لمرض كوفيد-19.

هل ينبغي علىَّ أخذ التطعيم المضاد لمرض كوفيد-19 إن كنت حاملاً؟

توصي لجنة التطعيم الدائمة (STIKO) وبشدة النساء اللواتي يرغبن في إنجاب أطفال بتلقي التطعيم قبل بداية الحمل، إذ تتوفر بذلك أفضل حماية ممكنة للمرأة الحامل ولطفلها بدءًا من الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

توصي لجنة التطعيم الدائمة بتطعيم النساء بدءًا من الثلث الثاني من الحمل ضد كوفيد-19 بجرعتين من لقاح كوميرناتي® من إنتاج بيونتك/فايزر المعتمد على الرنا المرسال (mRNA)، على أن يفصل بينهما من ثلاثة إلى ستة أسابيع. يعدود السبب في توصية التطعيم هذه إلى المخاطر سالفة الذكر لمسارات كوفيد-19 الوخيمة عند النساء الحوامل بالإضافة إلى توفُّر قدر أكبر من البيانات، والتي لا تظهر حتى الآن أيَّة زيادة في حدوث الآثار الجانبية الخطيرة وغير المرغوب فيها بعد تلقي التطعيم الوقائي ضد فيروس كورونا بالنسبة للنساء الحوامل. ولا تُشير بيانات السلامة المتوفرة إلى حدِّ الآن إلى زيادة في حالات الإملاص أو الولادة المبكرة

لماذا توصي لجنة التطعيم الدائمة بمنح لقاح كوميرناتي® من إنتاج بيونتك/فايزر فقط للنساء الحوامل؟

تُظهر البيانات الراهنة أنَّ هناك آثار جانبية نادرة، مثل التهابات عضلة القلب والتامور، والتي لوحظت بصورةٍ متزايدة لدى الشباب بعد تطعيمهم بلقاح سبايكفاكس® لشركة موديرنا بالمقارنة مع التطعيم بلقاح بايونتيك/فايزر. وبناءً على تلك النتائج العلمية الحديثة، أصحبت لجنة التطعيم الدائمة توصي فقط بتطعيم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 30 عامًا به. وعلى الرغم من عدم وجود بيانات تُعقد فيها المقارنة ما بين لقاحي كوميرناتي® وسبايكفاكس® فيما يخص النساء الحوامل، إلا أنَّه ينبغي وفقًا للجنة التطعيم الدائمة إجراء تطعيمات النساء الحوامل (بدءًا من الثلث الثاني من الحمل) أيضًا فقط باستخدام لقاح كوميرناتي® من إنتاج بيونتك/فايزر كإجراء احترازي، وذلك بغضَّ النظر عن أعمارهن.

هل ينبغي علىَّ أخذ التطعيم المضاد لمرض كوفيد-19 على اعتباري امرأة مُرضِعة؟

توصي لجنة التطعيم الدائمة النساء المرضعات بالتطعيم بلقاح كوميرناتي® من إنتاج بيونتك/فايزر الذي يعتمد على الرنا المرسال (mRNA). وليس هناك حاجة لوقف الإرضاع بعد التطعيم لدى تلقي لقاح الرنا المرسال كوميرناتي® من إنتاج بيونتك/فايزر. برجاء التحدث مع طبيبة أو طبيب أمراض النساء أو طبيبة أو طبيب الأسرة المعالج لكي وموازنة فوائد ومخاطر تطعيمك المحتمل معه/ا.

معلومة مفيدة: يتمُّ فحص استخدام التطعيم الوقائي ضد فيروس كورونا ومدى سلامته أيضًا لدى النساء الحوامل بصفةٍ مستمرة. وتمَّ بالفعل البدء بدراسةٍ عالمية تجريها شركة بيونتك/فايزر على 4000 امرأة حامل، ومن المتوقع الحصول على نتائج في شهر آب/ أغسطس 2022. وكانت الجمعية الألمانية لأمراض النساء والتوليد (DGGG) بالتعاون مع جمعيات متخصصة أخرى قد جادلت في أيار/ مايو 2021 في تقييم مُحدَّث للفوائد والمخاطر لصالح إعطاء النساء الحوامل الأولوية في التطعيم ضد مرض كوفيد-19 باللقاحات التي تعتمد على الرنا المرسال (mRNA). وتُرحب الجمعية الألمانية لأمراض النساء والتوليد بقرار لجنة التطعيم الدائمة:

"التوصية تتماشى تمامًا مع موقفنا – فالتبرير العلمي مُشبع بالحقائق، خاصةً وأنَّ هناك بيانات لم تُنشر إلى حدِّ الآن لمعهد روبرت كوخ قد تمَّ أيضًا استلامها. وأصبح بمقدور طبيبات وأطباء أمراض النساء الآن تقديم المشورة لمريضاتهم حول مزايا الحماية المكتسبة من التطعيم ونصحهن بالتحصين ضد كوفيد-19 بطريقة قائمة بشكلٍ كامل على أسس موضوعية"، كما يقول البروفيسور الدكتور إيكهارد شلويسنر ، رئيس مجموعة المؤلفات والمؤلفين التي صدرت عنها توصيات الجمعيات المتخصصة في طب النساء بشأن التطعيم.

هل يجب عليَّ طلب المشورة الطبية قبل أخذ التطعيم؟

دائمًا ما يكون التطعيم قرارًا فرديًا، والأفضل هو أن يتمَّ اتخاذه بالتشاور مع طبيبتك أو طبيبك. لذا، فيجب على النساء اللواتي ستصرن أمهات، وخاصةً النساء الحوامل من ذوات الأمراض السابقة (انظر أعلاه) أو من المُعرَّضات بشكلٍ كبير لمخاطر الإصابة بعدوى الفيروس، طلب المشورة الطبية التفصيلية. وحتى لو كانت القابلات من بين الأشخاص المهمين والمقدمين للدعم أثناء الحمل وبعده، فإنَّهن غير مؤهلات لإجراء استشارات فيما يخص التطعيم وغير مُصرَّح لهن بذلك. هذا العمل التوعوي والاستشاري يقوم به بصفةٍ حصرية الطبيبات والأطباء. معلومة أخرى مهمة: إنَّ أخذ التطعيم في توقيت لم يكن الحمل فيه قد عُلِمَ به لا يُشكل داعٍ من دواعي الإجهاض.

التطعيم لا يضر بالخصوبة

لا يوجد أيُّ دليل على أنَّ النساء يمكن أن يصبحن عقيمات نتيجة للتطعيم – حتى ولو انتشرت في ذلك الشائعات والتقارير الكاذبة مرارًا وتكرارًا، خاصةً على وسائل التواصل الاجتماعي. كما ولا توجد أعداد متزايدة معروفة من حالات الإجهاض أو مضاعفات فيما بعد الإصابة بمرض كوفيد-19 وفي تكوين الأجسام المضادة المُصاحب للمرض.

تطعيم كوفيد-19 لا يؤدي إلى مزيد من حالات الإجهاض

أظهرت دراسة أمريكية أنَّ التطعيم لا يزيد من مخاطر الإجهاض. كانت حالات الإجهاض لدى النساء الحوامل الملقحات بنفس المعدلات التي كانت عليها لدى النساء غير الملقحات فيما قبل الوباء. كقاعدة عامة، تنتهي حوالي عشرة إلى 15 في المئة من جميع حالات الحمل بالإجهاض. وغالبًا ما يحدث ذلك في الأسابيع الاثني عشر الأولى من الحمل ودون أن يُلاحظ. من بين المشاركات في الدراسة، تعرضت 13.9 في المئة من النساء (115 من أصل 827 امرأة) للإجهاض، ما يُعَدُّ ضمن المعدل الطبيعي.

تتوفر المزيد من المعلومات على الموقع الإلكتروني لمعهد روبرت كوخ.