إلى هذا الحد تُعَدُّ اللقاحات ضد كوفيد-19 آمنة
في غضون بضعة أشهر، طورت العديد من شركات التكنولوجيا الحيوية في شتى أنحاء العالم لقاحات مضادة لمرض كوفيد-19. اقرأ في هذه المقالة عن سبب أمان تلك اللقاحات على الرغم من سرعة تطويرها.
في الأحوال العادية، تمرُّ سنوات عديدة إلى أن يتمَّ تطوير لقاح جديد وترخيصه للاستخدام. ولكن في حال لقاحات كوفيد-19، سارت الأمور – ولا زالت تسير – بسرعة أكبر من المعتاد. ذلك لأنَّه كان من الواضح منذ بداية الجائحة أنَّ اللقاحات هي السبيل الأكثر فعاليةً لاحتواء الوباء وحماية النفس من الإصابة بمرض كوفيد-19. وقد أدى هذا الاستنتاج إلى جعل عمليات تطوير اللقاحات أكثر كفاءةً وإلى تكثيف الخبيرات والخبراء في جميع أنحاء العالم لسبل التعاون فيما بينهم. وبهذه الطريقة، قد تسنى تحسين المجريات وكسب الوقت في تطوير اللقاحات – وذلك دون تقديم أية تنازلات فيما يتعلق بالسلامة.
توجد الأنواع التالية من اللقاحات المضادة لمرض كوفيد-19
تنقسم لقاحات كوفيد-19 المعتمدة حاليًّا في أوروبا إلى أنواع مختلفة: لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال (الرنا المرسال "mRNA")، واللقاحات القائمة على النواقل الفيروسية، وتلك القائمة على البروتين. بالإضافة إلى ذلك، هناك لقاحات أخرى قيد الترخيص، وهي تحتوي إما على مكونات لما يُسمى ببروتين السنبلة (سبايك) الموجود على سطح فيروسات سارس-كوف-2، أو على فيروس مُعطَّل (مقتول)، أو على بعض المواد المساعدة (المعززات).
لقاحات كورونا المتاحة في ألمانيا
تمَّ ترخيص خمسة لقاحات مضادة لكوفيد-19 للاستخدام في الاتحاد الأوروبي إلى حدِّ الآن. وهناك لقاحات أخرى واعدة مُرشَّحة في مراحل متقدمة من التجارب السريرية. وتشمل هذه أيضًا لقاحات تمَّ تقديم وثائق بشأنها إلى وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) كجزء من إجراء الترخيص أو تمَّ بالفعل رفع طلب لترخيصها.https://www.ema.europa.eu/en
معلومة مفيدة: تحمي جميع لقاحات كورونا المعتمدة بشكل موثوق من مسارات كوفيد-19 الحرجة التي تستلزم دخول المستشفى – هذا وتتعزز تلك الحماية المكتسبة مرةً أخرى بشكلٍ ملحوظ لدى أخذ الجرعة التنشيطية (جرعة البوستر أو الجرعة المعززة). التطعيم الوقائي ضد مرض كوفيد-19 مجاني ومتاح في جميع أنحاء ألمانيا.
اللقاحات الخمس المعتمدة ضد كوفيد-19
معلومة مفيدة: تحمي جميع لقاحات كورونا المعتمدة بشكل موثوق من مسارات كوفيد-19 الحرجة التي تستلزم دخول المستشفى – هذا وتتعزز تلك الحماية المكتسبة مرةً أخرى بشكلٍ ملحوظ لدى أخذ الجرعة التنشيطية (جرعة البوستر أو الجرعة المعززة). التطعيم الوقائي ضد مرض كوفيد-19 مجاني ومتاح في جميع أنحاء ألمانيا. اقرأ هنا أين يمكنك الاستفادة من عرض التطعيم.
المبدأ الذي تعمل على أساسه اللقاحات المضادة لكوفيد-19
تقوم جميع اللقاحات المُرشَّحة على مبدأ قاعدي: فهي إما تُقدم للجهاز المناعي عنصرًا من عناصر فيروس كورونا (المستضد) أو تُحفز الجسم على إنتاج مثل هذا العنصر، مما يدفع بالجسم نحو تشكيل أجسام مضادة للمستضد وخلايا دفاعية ضده، وبالتالي ضد الفيروس. على هذا النحو، تنشأ الاستجابة المناعية الموفرة للحماية.
هكذا تتبين فعالية اللقاحات في الدراسات*
على غرار مثال لقاح الرنا المرسال من إنتاج بيونتك/فايزر
في دراسة ترخيص بيونتك/فايزر، تمَّ تقسيم المشاركات والمشاركين إلى مجموعتين: تلقت مجموعة من الاثنين لقاحًا مُموَّهًا (عقارًا وهميًّا)، بينما تمَّ منح لقاح بيونتك/فايزر للمجموعة الأخرى. ولم يعرف الأشخاص المشاركون في الدراسة في ذلك ما إذا كانوا قد أعطوا العقار المموه أم اللقاح الفعلى. وفي طور الدراسة، تمَّ بعدها رصد عدد مَن أصيبوا بمرض كوفيد-19. وتبين في ذلك أنَّ مجموعة مريضات ومرضى كوفيد-19 تتألف بنسبة 95 في المئة من أشخاص كانوا قد تلقوا اللقاح المُموَّه وبنسبة 5 في المئة فقط من أشخاص مُنحوا لقاح بيونتك/فايزر. يُستنتج من ذلك أنَّ التطعيم باللقاح المضاد لكوفيد-19 من إنتاج بيونتك/فايزر قد منع حدوث حوالي 95 في المئة من الإصابات المرضية بكوفيد-19. لذا، فيُقال أنَّ فعالية اللقاح تبلغ نسبتها حوالي 95 في المائة.
معايير سلامة عالية داخل الاتحاد الأوروبي
يجب أن تكون جميع اللقاحات مضمونة، وآمنة، وفعالة، ومُجرَّبة جيدًا قبل حصولها على ترخيص تسويق في الاتحاد الأوروبي وفي ألمانيا. وعلى شركة الأدوية المعنية تقديم ما يُثبت ذلك، لاسيما في الفحوصات قبل السريرية والتجارب السريرية. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الجودة الثابتة للقاح وعمليات التصنيع أيضًا دورًا مهمًا. وينقسم برنامج الدراسات إلى ثلاث مراحل:
المراحل الثلاثة لبرنامج الدراسات الخاص بتطوير لقاحات كوفيد-19
دراسات المرحلة الأولى: خلال أول تجربة سريرية بشرية، يتمُّ على وجه التحديد فحص مدى سلامة اللقاحات المطورة حديثًا وقابلية تحملها في مجموعة صغيرة يقلُّ عدد أفرادها عن المئة من الأشخاص البالغين والأصحاء. بالإضافة إلى ذلك، يتمُّ اختبار ما إذا كان من الممكن أن يتسبب اللقاح في رد فعل مناعي مرغوب فيه. خلال جائحة كورونا، تمَّ اشتمال عدة مئات من الأشخاص في الدراسات وربطها فيما بعد بتجارب سريرية من المرحلة الثانية.
دراسات المرحلة الثانية: عادةً يتمُّ في هذه المرحلة إجراء دراسات استقصائية على عدد أكبر من الأشخاص (عدة مئات) حول تحديد الجرعة، وتوليد المناعة، وقابلية تحمل اللقاح. والهدف من ذلك هو دراسة المعارف المتعلقة بالتحمل والاستجابة المناعية (تشكيل الأجسام المضادة والاستجابة المناعية الخلوية) بمزيدٍ من التفصيل في الجرعات المختلفة. وهنا، تمَّ ربط دراسات هذه المرحلة فيما بعد بتجارب سريرية من المرحلة الثالثة تشمل عدة آلاف من المشاركات والمشاركين.
دراسات المرحلة الثالثة: تُجرى فحوصات على عدة آلاف إلى عشرات الآلاف من الأشخاص من مختلف الفئات العمرية لتحصيل الإثبات السريري لفعالية اللقاحات ضد مرض كوفيد-19 وسلامتها.
في ألمانيا، لا يتمّ ترخيص لقاحٍ ما للاستخدام إلا إذا اجتاز جميع المراحل الثلاثة لبرنامج الدراسات السريرية بنجاح وتسنى تقديم ما يُثبت أنَّ فوائده تفوق المخاطر المُحتَملة بشكل واضح. وكما هو الحال لدى تطوير أية لقاحات أخرى، تنطبق معايير الجودة الوطنية والدولية أيضًا على إجراءات منح التراخيص للتطعيمات الوقائية المضادة لمرض كوفيد-19.
خلال الجائحة، تمَّ تسريع عملية التقييم المشتمل عليها في إجراءات منح الترخيص من خلال ما يُسمى بإجراء المراجعة المتجددة (rolling review)، وذلك بهدف التمكن من حماية السكان بسرعةٍ أكبر من المسارات المرضية الوخيمة. أما بالنسبة للمتطلبات التي يتعين الاستيفاء بها فيما يتعلق بجودة لقاحات كوفيد-19 وأمانها وفعاليتها، فهي تبقى في ذلك مشددة بلا تغيير.
الآثار الجانبية المحتملة
الآثار غير المرغوب فيها للقاحات (الآثار الجانبية) يمكن من حيث المبدأ أن تحدث لدى أخذ جميع التطعيمات بغضِّ النظر عن مُسبِّب المرض أو نوع اللقاح، ولا يُستثنى من ذلك التطعيم المضاد لمرض كوفيد-19. والأعراض كما الآلام في موضع الحقن مثلاً أو الأعراض المشابهة لأعراض الإنفلونزا (ما تُسمى أيضًا بتفاعلات اللقاح) تحدث في سياق التطعيمات بصورةٍ متزايدة وعادةً ما لا تكون مدعاة للقلق، بل هي علامة على استجابة الجهاز المناعي للتطعيم كما هو مطلوب. يوضح الرسم البياني التالي تفاعلات اللقاح النموذجية التي قد تحدث بعد أخذ تطعيم كوفيد-19 بوقتٍ قصير، والتي عادةً ما تهدأ بعد بضعة أيام:
بالنسبة لألمانيا، يقوم معهد باول إيرليش (PEI) مركزيًّا بعد ترخيص لقاحٍ ما للاستخدام بتسجيل جميع الآثار غير المرغوب فيها (الآثار الجانبية) والمبلغ عنها – بغضِّ النظر عن الشركة المُصنِّعة. ومن خلال تقييم البلاغات الوطنية والدولية، تضمن السلطات وشركات الأدوية المعنية أنَّ حتى المخاطر النادرة جدًا يتمُّ تسجيلها، والتي لا تظهر إلا بعد إعطاء عدد كبير جدًا من التطعيمات. بالتالي، فإنَّ اللقاحات تظلُّ حتى بعد اعتمادها مُراقبةً بصورةٍ فاعلة من أجل اكتساب رؤى ثاقبة بشأن السلامة في مختلف الفئات السكانية بصفةٍ مستمرة والتمكن من الاستجابة بسرعة إذا لزم الأمر.
تعرَّف على المزيد حول تفاعلات اللقاح والجهات التي يمكنك التوجه إليها في حال الاشتباه بحدوث مضاعفات له في مقالة "تفاعلات اللقاح والآثار الجانبية بعد أخذ التطعيم الوقائي ضد فيروس كورونا".
البروفيسور كريمسنر من مستشفى توبنغن الجامعي يتحدث عن سلامة التطعيم الوقائي ضد فيروس كورونا
"من غير المرجح أن تحدث عواقب طويلة الأجل. صحيح أنَّ ذلك لا يمكن استبعاده كليًّا، ولكن بالعادة نرى آثارًا جانبية ترتبط بالتطعيم ارتباطًا وثيقًا من الناحية الزمنية. تلك يمكننا جمع البيانات عنها بصفةٍ جيدة، إذ أنَّنا نراها بالفعل في دراسات الترخيص، وفي فحوصات المرحلة الثالثة، ثم بعد ذلك بوقتٍ قصير لدى استخدام اللقاح على نطاق واسع. حتى الآن، نحن لا نرى أيَّ شيءٍ يدعو للقلق، مع العلم بأنَّ اللقاحات الأولى تخضع الآن للمراقبة اللاحقة منذ ستة أشهر. لذا، فكلُّ شيءٍ يبدو جيدًا جدًا! هذا، ولم يتمّ التسرع في منح الترخيصات كما حدث لربما في بعض البلدان – روسيا أو الصين مثلاً، ولكن أيضًا الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى، حيث جرت الأمور بصفةٍ أسرع. في الاتحاد الأوروبي ولدى الهيئة الأوروبية المنوط بها منح الترخيصات (EMA)، تمَّ أخذ الوقت الكافي لإلقاء نظرةٍ فاحصة على طلبات الترخيص وتمعُّنها. أعتقد أنَّه بإمكاننا أن نكون واثقين من ذلك".
السبب وراء الأهمية البالغة للتطعيم
يُعَدُّ لقاح كوفيد-19 أداةً مهمة لتمهيد طريق الخروج من الجائحة ولإنقاذ الأرواح. ذلك لأنَّه كلما كان عدد أكبر من الأشخاص ملقحًا ضد كوفيد-19، كلما قلَّ انتشار الفيروس – وكلما زاد عدد ما يتمُّ تجنبه من الإصابات المرضية التي قد تكون لها مسارات وخيمة أو مسببة للوفاة.
يمكنك الاطلاع على عدد الأشخاص الذين اختاروا بالفعل أن يأخذوا التطعيم الوقائي ضد فيروس كورونا على لوحة معلومات التطعيم المحدثةبصفةٍ مستمرة لوزارة الصحة الاتحادية. اعرف على خريطة ألمانيا التي أعددناها لك أين يمكنك أخذ التطعيم.